هل أنت نادم على ما فعلت؟!
الندم، والأسف، والتوبة من التعبيرات غير المحبوبة لكثيرين من الناس على مر العصور، هل تجد نفسك تعاني من ثورة داخلية تشعر فيها بالضيق والألم والأسف والندم؟أحياناً يشعر الإنسان منا بكل هذه المشاعر مختلطة معاً، فيشعر بجفاف حياته، وكأنها أصبحت بلا معنى.. وكان الإنسان يعيش في "صحراء" معنوية قاسية.
بعض الناس يغالطون!
يغالطون لأنهم يستمرون في التخبط في "صحراء حياتهم" دون اتخاذ قرار بالانتصار على هذه الصحراء.. فيبقون في حالة عدم الرضا والبؤس، في حياة الألم الذي يزيد مع الأيام، وتزداد مع المغالطة حيرة صاحبها، وهو يحاول، في تخبطه، أن يجد ما يشبع نفسه العطشي، فيجرب كل مجال من مجالات المتعة غير البريئة واللهو، مختلطة بالشر والإثم والقسوة والجريمة.. كل هذه مختلطة معاً.إن كل ما نقرأه ونسمع عنه من جرائم، جاء نتيجة هذه المغالطة.. التي بدأت بالشعور الداخلي بعدم الراحة في داخل الإنسان نتيجة ارتكابه خطأ ما عكر علاقته بضميره وبالله وبالناس.. لكنه بدلاً من الاعتراف بخطئه تكبر وغالط واستمر في ارتباكه سلسلة من الأخطاء والتعديات والخطايا، بالفكر أو بالفعل وكلها تزيد من ألمه وعدم راحته.والحل الوحيد هو الالتجاء إلى الدخول في رحاب الراحة وهذا لا يمكن أن يتم إلا باختبار الظاهرة البشرية الفريدة وهي:
التوبة بالاعتراف بالخطأ لله وطلب غفرانه، والتوجه للشخص الذي أخطأ في حقه، وطلب صفحه عنه أي غفرانه له.والتوبة كما يعرفها البشر هي حقيقة بشرية فريدة عرفها الإنسان في موقف صدق مع نفسه ومع الله ومع الآخرين، عبر القرون والسنين والأيام.وهذه الحقيقة مرتبطة بالطبيعة البشرية الأساسية والثورة الداخلية لعدم رضا الإنسان على ما ارتكب واقترف.وتبدأ التوبة بتغيير عميق في كيفية رؤيتك للحقيقة. وهو عمل عظيم يدل على صدقك مع نفسك ومع الله ومع الآخرين. ويحرك إرادتك وعقلك ومشاعرك وكل كيانك للتوجه إلى الله الحقيقي وحده والاعتراف له بالإثم، وطلب مغفرته، والتوجه لمن أسأت إليه وطلب صفحه أي غفرانه. عندها تشعر بالراحة، وتصبح خليقة جديدة بعمل الله المحب الباذل… وهذا هو التغيير الأساسي الصحيح لضمان الأمل والرجاء في حياتك