اطــلــقـــــنــــى حــــــــــــــــــــرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اطــلــقـــــنــــى حــــــــــــــــــــرا

اطــلــقـــــنــــى حــــــــــــــــــــرا
 
الرئيسيةالرئيسية  اطلفى حرااطلفى حرا  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 يعرفنى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
waseem
المدير
waseem


عدد الرسائل : 186
العمر : 45
الاقامه : اسيوط
تاريخ التسجيل : 05/01/2008

يعرفنى Empty
مُساهمةموضوع: يعرفنى   يعرفنى Empty2008-10-05, 5:13 pm

يعرفني... ويعرف طريقي


في منجم للفحم في بلجيكا ، وقف صبي صغير ينتظر بصبر وترقب واضح ، صعود المصعد من المنجم وخروج وردية المساء . فرآه أحد المشرفين وسأله :

- ماذا تفعل هنا ؟!

- إن أي يعمل هنا ... وأنا أنتظر صعوده لأبي أحتاجه .

- لن يمكنك التعرف عليه في وسط عشرات الرجال الذين سيصعدون من المنجم وهم يرتدون جميعا ملابس وخوذات متشابهة ، ولهم نفس الوجه الأسود المغطي بغبار الفحم ، فمن الأفضل أن تعود إلى بيتك .

ابتسم الصبي ، وارتسم السلام والهدوء على وجهه ، وبسرور واغتباط أجاب :

- اطمئن يا سيدي ... إن أبي يعرفني !

وما أروعها إجابة ! لقد كان يعلم أنه ربما يكون غير قادر على التعرف على أبيه، ولكنه كان مطمئنا وهادئا لأنه كان يعلم أيضا أنه من المحال ألا يراه أبيه ويعرفه .

وذكرت إحدى الأخوات هذه القصة البسيطة ، فقالت :

كنا في اجتماع بمنزل إحدى المؤمنات . وكل الحاضرات كن من الأمهات الشابات. وخصصت للأطفال الرضع حجرة أخرى في آخر المنزل . وفي أثناء الاجتماع سمع صوت رضيع يبكي . فتحركت واحدة فقط من بين الحاضرات وذهبت لتري ابنها . كل واحدة سمعت صوت الرضيع ، ولكن أمه ، التي كانت تعرف نغمته صوته ونبرة بكائه ، هي فقط التي تحركت لتحمله وتهدئه ، فهي لم تنشغل عنه إطلاقا .

والرب خالق عواطف الأم وغرائزها ، ومحبة الأب وحنانه ، يعرف خاصته فردا فردا ( يو 10 : 14 ) ، لأنه " إن كان أحد يحب الله ، فهذا معروف عنده " ( 1 كو 8 : 3) .

أنه يعرفني ... يا لها من حقيقة ثمينة ومنعشة ، تفيض بالقوة للضعيف ، وبالتعزية للمجرب ، وبالتشجيع للمسكين والذليل بين قطيع الرب الغالي . " إنه يعرفني " ... يا لها من علاج لكل قلق وجزع ، وبلسانا لكل جرح وألم ، وهدوءا لكل اضطراب وخوف .

نعم " أنه يعرفني " ... يعرفني مكاني وزماني ... يعرف اسمي وشكلي ... يعرف دقات قلبي وأسراري ... يعرف كلماتي وهمساتي ... يعرف ويسمع صرخاتي وأضعف تأوهاتي ... يعرف زغراتي وأناتي ... يعرف أحزاني وهمومي ... يعرف مخاوفي واحتياجي إلى معونته ونعمته ورحمته ... يعرف أفراحي ومسراتي ... يعرف إمكانياتي وقوة احتمالي ... يعرف طلباتي وأعوازي ... يعرف كل ما أحتاجه لأجل جسدي وعقلي ولأجل صحتي وذاكرتي ونجاحي ... يعرف الخواطر والأفكار التي تخطر على بالي والتي تشغل أفكاري ... يعرف ما يلوث مخيلتي وذهني ... يعرف ما يكدر سلامي ويبعدني عن حياة التقوى ... يعرف ظروف بيتي وعائلتي ... يعرف كل ما يتعلق بأوقاتي العصيبة وصعوبات عملي وخدمتي ... يعرف رغبات قلبي وأشواقه وجوعه وعطشه ... يعرف خططي ومساريعي ... يعرف طموحاتي وآمالي التي تجول في نفسي ... يعرف ما يفزعني وما يرعبني ... يعرف ما يحيرني وما يربكني ... إن معرفته الفائقة الواسعة تحيط بكل شئ يخصني ، صغيراً أو كبيراً ، كل كلمة قيلت معروفة عنده ، ما أعمله وحيثما أذهب ، في جلوسي وقيامي ، في صحوي ومنامي ، هو يعرفني ويعرف كل ما فيَّ وكل ما حولي .

وكم يعزيني قوله لخاصته في رؤيا 2 و 3 " أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك ، و " ضيقتك وفقرك " و " أين تسكنه " و " محبتك وخدمتك وإيمانك " و " أن لك قوة يسيرة " ( رؤيا 2 : 2 و 9 و 13 و 19 ؛ 3 : 1 و 8 و 15 ) . هل توجد معرفة دقيقة تحيط بكل شئ مثل هذه ؟! ... هل توجد عناية أدق وأرق من هذه ؟! إنه دائما مفتكر فينا . ومهتم بكل تفاصيل حياتنا !!

إنني مع الرسول بطرس قائلاً : " يا رب ، أنت تعلم كل شئ " ( يو 21 : 17 ). ومع داود النبي أرنم قائلا : " يا رب اختبرتني وعرفتني . أنت عرفت جلوسي وقيامي . فهمت فكري من بعيد . مسلكي ومربضي ذريت . وكل طرقي عرفت . لأنه ليس كلمة في لساني ، إلا وأنت عرفتها كلها . من خلف ومن قدام حاصرتني . وجعلت على يدك . عجيبة هذه المعرفة ، فوقي ارتفعت ، لا أستطيعها . ( مزمور 139 : 1 – 6 ).

وماذا عن طريقي ؟! ... في طريقي صعاب وأثقال ، وفي طريقي تجارب وآلام واضطرابات ... ولكن ما أحلي أن أقول واثقاً : " أنه يعرف طريقي " (أيوب 23 : 10). بل ويعرف كل طرقي ( مز 139 : 3 ) ، ومازال أروع أن نطمئن إلى شخصه وعنايته وإرشاده .



أثناء الحرب العالمية الثانية ، أمر ملك إنجلترا بإجلاء كل أطفال أحياء لندن التي خربها طيران العدو بالقنابل . وكثيرون من أولئك الأطفال لم يكونوا قد تركوا بيوتهم أبداً. لذلك كانوا قلقين وفي حالة عصيبة ، عندما جاء موعد الرحيل إلى محطة القطارات .

أخذ صبي وأخته مكانهما في مقعد مزدوج في قطار ، وما أن بدأ القطار يتحرك حتى أخذت الفتاة في البكاء ، وقالت لأخيها : " إني خائفة ولا أعرف حتى إلى أين نذهب؟! " فوضع أخوها ذراعه حول عنقها ليواسيها وليطمئنها ، وقال لها : " وأنا أيضا لا أعرف أين نذهب ، ولكني في سلام لأن الملك يعرف ، فلا تقلقي إذن " .

والرب " ملك الملوك ورب الأرباب " يعرف طريقي ، مهما تكن الطريق التي أسير فيها ... يا له من يقين رائع ومجيد ! ففي سيرنا في البرية نحن تحت نظر ذاك الحب الذي يرانا ... قد يكون طريقي طريق الحزن والدموع ، وقد يكون طريقي طريق تجارب وآلام واضطرابات ، وقد يكون طريقي شائكا مقلقا ، ولكني أثق أن الله يعرفه تمام المعرفة . وقد يكون طريقي وعر ملئ بالمرتفعات والمنخفضات والأعداء الذين يتربصون بي ، ولكني اطمئن لأن الرب يعرفها . فهناك ، من البداية إلى النهاية ، خطة عظيمة دبرها لنا بمحبة لا تتغير وبحكمة لا تخطئ . فاليدين اللتين تمسكان بزمام أمورنا هي نفس اليدين اللتين ثقبتا حبا بنا . وهكذا فإن الرب ـ تبارك اسمه ـ يعتني بنا عناية شخصية ويستخدم قوته العظيمة لمصلحتنا .

عزيزي ... ابتسم مطمئنا ... هو يعرفك ... ويعرف طريقك ... فاذهب إليه يا صديقي واسكب أمامه قلبا يزداد في الأمانة والحب له من يوم إلى يوم ... وألق كل همك عليه لأنه هو يعتني بك .... اسند ضعفك عليه لأنه يحب أن تعتمد عليه اعتمادا كاملا ، في أمورك الصغيرة والعظيمة على السواء . هو القدير الذي تستطيع أن تثق فيه وتعتمد عليه في كل تجربة وبمجرد حدوث أية مشغولية . ضع كل ثقتك فيه مباشرة واطلب إليه أن يسندك وأن يرشدك ، وأن يطعمك وأن يكسوك ، وأن يسكنك وأن يطمئنك .

لأنه لا توجد صعوبة لا تستطيع يده الكريمة أن تواجهها أو تعجز عن معالجتها ، ولا يوجد احتياج يؤثر سداده على موارده الغنية أو ينقصها . فتعال إليه باحتياج كلي وبإيمان شديد ، واطلب منه أعظم وأكبر الطلبات لأنك بذلك تكرمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lord.sudanforums.net
 
يعرفنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اطــلــقـــــنــــى حــــــــــــــــــــرا :: الخلوه الشخصيه-
انتقل الى: