تكمله للموضوع
من هذه الطالعة من البرية؟ معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر (روائح ذكية وثمينة جدا) (نش 3: 6). هل هي تلك السوداء؟ نعم. لقد حدث إنقلاب في حياتها فرغم أنها سوداء إلا أنها جميلة (نش 1: 5 ) ورغم إنها سوداء إلا أنه تفوح منها رائحه ذكية جدا.
فبعد لقائها مع العريس خرجت شولميث من محضر الملك وهي شخصية أخري تماماً. لقد تغيرت حتى تلك الجوانب المظلمة المؤسفة في حياتها زادت إشراقاً وبهجة. وتحول السواد إلي جمال.
ماذا عن ملامح وجهك؟ هل يمكن أن تتغير ملامح الحزن، هل يمكن أن تتغير ملامح الشر؟ وهل يمكن أن يرمم الرب أعماقك المنهدمة ويجبر كسر نفسيتك ومعنوياتك المنخفضة؟
نعم نعم بلا شك، فالرب الذي لمس أورشليم وغيرها فجملت جدا جدا سيضع جمالا خاصا علي ملامحك. وهو يعدك مع بداية عام جديد .. أعطيهم جمالاً عوضا عن الرماد (اش 61: 3).
قد لا يكون بداخلك شئ سوي رماد بسبب كل ما ممرت به. أعماقك منهدمة، نفسيتك هشة، صبغتها الخطية بالسواد كما تفعل النار بالاشياء. ربما وبسبب الرماد لا تقدر أن ترفع رأسك عالياً، ربما هناك خزي ما في حياتك. ولكن ايا كان عمق وقوة ما بداخلك سيلمسه الرب بجمال خاص.
سيجمل الداخل أولاً ..
سيحرر أعماقك وينظفها من كل شر، ويشفي نفسيتك ويريح أعماقك ويرفع معنوياتك، ويمسح علامات المشقة التي تركتها الإيام علي إنسانك الداخلي. ثم ينظم داخل بيتك ويجمله.
سيملأ أعماقك بالجمال، كما فعل الملك أيام عزرا حين .. زين بيت الرب (عزرا 7: 27). سيفعل ملك الملوك معك أنت أيضا سيزين البيت الخاص به .. وبيته هو نحن (عبرانيين 3: 6). وبما أننا هيكل الله نثق أنه مع عام جديد يمتلئ مقدسة بالعز والجمال (مز 96: 6). اي تمتلئ أعماقنا بالقوة المتجددة والجمال. كما كان مجد لبنان يملأ بيت الرب قديماً .. السرو والسنديان والشربين معاً، لزينة مكان مقدسي (اش 60: 13). (وهي أشجار جميلة وقوية وذات رائحة حلوة)
وثانيا .. الجمال الداخلي سينعكس علي الخارج ..
ستمتلي ملامح وجهك بالهدوء والطمأنينة والسلام، بالمحبة والراحة ، بالوداعة والعفة. سيكون وجهك كملاك الله (1صم 29: 9). حتى لو كانت ملامح وجهك لا تمتلئ بالجمال سيعطيك الله قبولا كما أعطي بولس .. وتجربتي التي في جسدي لم تزدروا بها ولا كرهتموها، بل كملاك من الله قبلتموني، كالمسيح يسوع.(غلاطية 4: 14).
حتي تشفي ملامح وجهي :
قد تكون الخطية جلبت قبحاً خاصاً علي وجهك، قد تكون علامات الحزن شوهت جمال وجهك. لذا فأنت تحتاج الي لمسة من يد الرب كما لمس عيني الاعمي المشوهه فاستنارت (يوحنا 9: 6). سيلمس وجهك ليضع عليك جلالا وبهاءا خاصا (مز 21: 5).
1- أسكب نفسك أمام الله :
كانت حنة ككثيرين، عندما يتضايقون يفقدون شهيتهم ويظهر سريعا علي ملامهم الاكتئاب. وقتها وبعد صراع داخلي مع الظروف قررت حنه أن تذهب الي محضر الله لتسكب شكواها أمامه وهناك القت همها كله وتخلصت منه فلم تاخذه معها وهي خارجة من محضر الله. بمعني اخر هناك لمس الله قلبها فانعكست لمسته علي ملامح وجهها .. اكلت ولم يكن وجهها مغيراً اي ولم تعد أمارات الحزن تكسو وجهها (ترجمة الحياة). (1صم 1: 18).
هذه اللمسات لا يقدر ان يصنعها سوي الله وحده، لن تستطيع محاولاتك ولا الظروف أن تصلح من وجهك. لقد حاول ايوب ان يغير ملامح وجهه لكنه فشل .. ان قلت انسي كربتي ، أطلق وجهي وابتسم اطلق اساريري وابتسم وابدي بشرا (ترجمة الحياة) ، تكون النتيجة .. أخاف من كل أوجاعي (ايوب 9: 27، 28)
اي ان قررت ان اتناسي ما يؤرقني وأن حاولت ان اصلح ملامح وجهي واجبر نفسي علي الابتسامه رغما عن حالتي. فاجد ان هذا بلا نفع لان احزانه ضغط عليه واثقلت روحه ومخاوفه تعود اليه تلقائيا. لذا فان المحاولات الانسانية فاشلة مهما حوال الانسان أن يدفن خسارته العميقة في الاوعي فانها تطفو من جديد علي السطح وتؤرقه.
2- أمن أن الرب يلمس وجهك :
يقول داود .. لماذا انت منحنية في يا نفسي ولماذا تئنين في ؟ ترجي الله لأني بعد احمده ، خلاص وجهي (ملامحي countenance) وإلهي (مز 42: 1).
كان داود ايضا محبطا ذو معنويات منخفضة واذ ترجي وطلب الله أعلن انه سيحمده . لماذا؟ لأنه هو خلاص وجهه والكلمة تعني الذي يعطي الصحة لملامحي health of my countenance - (Darby) او بمعني أخر لأنه هو الذي يشفي ملامح وجهي.
حتى لو شوهتك الخطية من الداخل والخارج، حتى لو تسلط عليك حزن واضح ثق أن الرب يلمس وجهك ليشفي ملامحك من الاكتئاب. سيعطيك جمالا من نوع خاص ينبعث نوره من الداخل إلي الخارج وستتأثر ملامح وجهك لتكون ملامح جميلة.
روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق.لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا. لأعزي كل النائحين. لأجعل لنائحي صهيون لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد. ويبنون الخرب القديمة. يقيمون الموحشات الأول. ويجددون المدن الخربة موحشات دور فدور. عوضا عن خزيكم ضعفان وعوضا عن الخجل يبتهجون بنصيبهم. لذلك يرثون في أرضهم ضعفين. بهجة أبدية تكون لهم.
فرحا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها. لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأمم.(اشعياء